قيثارة معطلة
للشاعر: حربي موسى حسين
سئمت غوص البحار ... ومللت سبر الاغوار
فاثرت ساحل الشُطْآن ... فاذا سمكتي تلوذ بالفرار
أعيتني مسالكها والاغمار
لا حصيد وراءها اجني ... او ثمار !!
بل تتذوق طعمي
ثم تلوذ بالفرار
سمكتي تخاف شباكي... كانها كباقي الصيادين تراني
وتحترس بحذر حين ادنو... فتاخذ لقمة مني او لقمتين
واعود خائبا بعدها.. بخُفَّىْ حُنَيْنْ
انها تستعذب نَوْحِي
وتَأْنَسُ الأَنين ...
بل تعرف خوفي وتتساءل
كيف يمكن لهذا ان يكون؟
ربما كانت على حق حينما تذكرشيخاعجوزاً*
خاض البحر مرارا دونما حظ او نصيب...
الا مرة واحدةً
اقتاد فيها صيدا ليجده عند الساحل عظاماً
لم يبق له.. انذاك.. ما يحلم به للبقاء!!
وشهد انكسارَهُ الجميع
وعلى قارعة الطريق
حملت راية السلام
ولم اكن كذلك القرش اللئيم
بل شباكي عشٌ امين
نَأْوِى اليه عند الأِعصار
والبرقِ والغيوم
وكذلك في السكون
نسبح فيه اسمَ رب حنون
ونحتمي به من الموتِ والاعصار
فَنَحْلُمُ كالحالمين
ونغرد كالطيور
دونما خوف من صقور
او غيمة تطارد زرقة السماء
ووميض النجوم
قالت:
ما سمعت يوما سمكة في شِبَاك
اقبلت بدعاء؟
انت مسكين تعوزك الفنون.. ولا اظن فيك اقتدار
قلت:
نعم انت على حق فيما تقولين
وسيظل مساري اليك على غير ما تَهْوَيْن
وأُقِرُّ.. مرارة التسليم .. ولكن مهلا
لا تزدرينني قبل ان تعرفي
اني أَنَطْتُ الامرَ الى رَبٍّ رحيم
وهو بذلك امكر الماكرين
فدعوته بلهفة المؤمنين ولوعة المتلهفين
ان يجعل لك سبيلا الى شباكي لتمكثين..
واسمعك فيه تغردين بغنج وحنين
اين كنت يا اقسط الصيادين
واحلى الفرسان واجمل المؤمنين
عندك آثَرْتُ الجوارَ والسكون
فلا اسقامَ ولا هُمُومْ
في عشك الدافئ الحنون
**********
* الشيخ والبحر: ارنست همنغواي
عودة الى صفحة حربي موسى حسين