من مذكرات الاخ حربي موسى حسـين - 3
الحلقة : 11-15
والذي قرر ان يكتب لموقعنا ولاول مرة عن تجربته في الاسر للفترة من 1982 ولغاية عام 1996 ، اي ما يقارب 14سنة ...
كتب الينا الاخ حربي يقول :
هذه المذكرات ، اكتبها بمرارة ولاول مرة في حياتي لاني اخشى ان اموت ولا يعلم بها احد من ابناء وطني الحبيب ... ، لاسيما اني كبرت وتجاوزت السبعين سنة
وتقبلوا فائق الشكر على حرصكم واهتمامكم بقضية مهمة من تاريخ العراق
والعراقيين بانسانية وموضوعية
-----------------------------------------
من مذكرات الاخ حربي موسى حسـين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة - 11
هنا لابد من الاشارة الى ان معسكر اراك مخصوص- السجن الصحراوي
القاحل الكئيب .. ويكفي ان اصفه بهذا الوصف اني لم اعثر فيه على عصفور طائر
ابدا خلال سنوات الاسر العجاف !!!
قد تحول بفضل الغيارى من ابناء العراق الطيب بمختلف انتماءاتهم العرقية والسياسية وبتظافر جهودهم جميعا الى مؤسسة تعليمية وجامعية علمية في كل الميادين والحقول : الرياضة اللغات-الثقافة العامة المتنوعة-التاريخ- الادب والشعر- فنون الخط العربي بانواعه : كالرقعة اوالديواني والتعليق والنسخ والثلث ..
هنا اشير الى هؤلاء المعلمين والاساتذه الكرام دونما تغطية كاملة وشاملة لهم فان ذاكرتي
شاخت وهرمت لاني تجاوزت السبعين عاما فالمغفرة والعفو ممن فاتني اسمه فهو تاج
على راسي ومتفضل على بعفوه ودماثة خلق وعطائه ..
كما ذكرت سابقا من الاميين الذين تعلموا وبرزوا جدا هم شلغم من اهالي كربلاء
فانه تحول من امي لا يقرا ولا يكتب الى مثقف ومتعلم للغتين العربية والانكليزية والاسير علي حلبوص الدحام من الصويرة فكان متفوقا ايضا باللغتين العربية والانكليزية بعد ان كان اميا ..
من هؤلاء الوجهاء والمعلمين في مختلف العلوم والفنون اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : جبار ظاهر رجب السامرائي ( ابو غسان) وعبد الرحيم شريف (ابو عوف ) ونجم عبد الله الججاني من بغداد وعمار محمد سليم (ابو ياسر) وامين المختار ( ابو بشار) ومحمود كاظم ( ابو احمد) من بغداد وعلي عزيز العبيدي من المحمودية وزهير الشهد من بغداد وصبري زعيتر من المحمودية وعدنان عبود رشيد من الرمادي وجبار خلف النهار من الرمادي وصبري زيدان من المحمودية وحسن حسناوي من الحلة والاخ ابو احمد معلم من ابو الخصيب والخطاط
عبود مانع فزع (ابو نصير) وتركي شايع فزع الذي كان تلميذا رائعا بتعلم اللغات وكان شاعرا في الشعر الشعبي الجميل يضاف اليهم عدد كبير من الاخوة الين يحظون باحترام الاسرى كالاخ عطشان عبد الرضا من الشطرة وخليل الدبي من الرمادي وحاج خليل من الخالص وعبد السلام ابو احمد وسعدون علي مهدي وعبد الزهرة عناد من الشعلة وصائب شاكر العبيدي وماجد الحديثي ابو علاء من الحلة وحسن شراد برغوث ابو صبا وفيروز جبر و وعلي عزيز من الثورة وكذلك ارشدية المعسكر الافاضل ممن خدم الاسرى خدمة لا تقدر بثمن وهم الاخ مصطفى ابو زينب وكرخي العبيدي ورسول اموري .. وكذل الدكتور قاسم من حي العربي واخرين في مجال النشاط الرياضي عماد مطر ذياب ابو زمن ونجم عبد الله لفتة وعلي عبود وبستون محمد جعفر وعلي حسين جوي واخرين ايضا اذكر منهم عبد القادر ايوب احمد العاني وسعد عبد الجبار العبيدي ومعد محمد اباهيم العبيدي وحازم ناجي الصفار والشاعر عبد الرحيم من الناصرية والاخ عدنان عبد الحميد السوز من حي البنوك ببغداد .
والان استودعكم بيد الرحمن وعينه التي لا تنام .. فهو الحارس الامين لنا جميعا
دعوني اعمل لي استكان شاي كعادتي مع قطعة كيك ومكانكم
خالي والله يشهد على ما اقول
-
اخوكم حربي موسى حسين
Harbi Mousa Husain
-------------------------------------
السلام عليكم .. سلام قولا من رب رحيم
الحلقة 12
طالما ترددت في انجاز ما بدأته لاسباب ذاتية .. ولكن بفضل احبائي من ذوي الحكمة والبصيرة والعدل وعشاق الحقيقة اينما كانت تشجعت لايضاح ما شاهدته وعانيته بصورة موضوعية وحقيقية لانها تدخل ضمن االوثائق التاريخية ولا يهمني ابدا ما يترتب عليها من منغصات من اصحاب العقول الصغيرة والمتعصبين بجهالة الى هذا او ذاك ..
اولا وقبل الخوض في هذا الامر الشائك بذهني من ازدحام الاحداث .. دعوني اوضح لكم بشجاعة ودونما خجل ماذا كانت نتائج التعذيب والمعاناة على واقعي الصحي والعصبي والنفسي ...
اولا وباختصار شديد اصبت بمرض نفسي وعقلي لا يعرفه حتى اهلي واسرتي هو مرض :
اضطراب إجهاد ما بعد الصدمة واضطراب اكتئابي
Post-traumatic stress disorder and major depressive disorder
Medication: on sizeable doses of two anti depressive medications ( serzon 600mgs/ and prozac 40 mgs/d . and also Seroquel XR 200mg and Remeron RD 30 mg.
كما اني اصبت بامراض عديدة اخرى منها الاصابة بداء انتشار الاكياس المائية
Hydatid cysts
لم تستأصل هذه الاكياس بالرغم من عمليات جراحية ثلاث - في اوقات متفاوتة
اضافة الى مرض السكر وضعف البصر والجنس، وهشاشة العظام
Osteoporosis
كما اني فقدت اسناني جميعها بالاسر في وقت مبكر من حياتي ...
وعدت بامر من السلطات الايرانية بعد 15 عام من الاسر الى العراق- مع مائة اسير بمناسبة مرور ذكرى ولادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى اله وصحبه الاخيار المنتجبين !!!
استقبلنا الجانب العراقي في مكان بائس على الحدود وسيارات متعبة عتيقة الى
معسكر ابو غريب !! وفي مكان لا يصلح اسطبلا للحيوانات !!
وهنا تذكرت الاسيرة الاميركية التي هربت من المستشفى العراقي الى اهلها وذويها في
امريكا !! .. كيف كانت الحفاوة بها على مستوى الحكومة والشعب ؟؟!!!!
على اية حال نحن لا نشبه احدا في هذا الكون بجحودنا وتنكرنا لكل القيم التي نتغنى بها
كذبا ونفاقا ونحن لسنا اهلا لذلك !! .
طلبت ادارة المعسكر مني ان اعطيهم رقم هاتف منزلي ليحضر ابني الى المعسكر فيوقع
على استلامي واصطحابي الى البيت !!!!
وكان من سوء حظي ان تلفون المسكن كان عاطلا فاضطررت ان اطلب من آمر المعسكر الاتصال بالسيد وزير العمل والشؤون الاجتماعية الاستاذ الحبيب لطيف نصيف جاسم الدليمي حيث كنت سكرتيره حينما كان وزيرا لوزارة الثقافة والاعلام -وكان بيتي مجاورا لبيته في
حي التربية - والاصلاح الزراعي -والبنوك وذلك لاخبار اهلي بوصولي الى العراق من
الاسر !! ، وقام متفضلا بتقديم هذه الخدمة لي فحضروا لاستلامي !! وقد وجدت
صعوبة في تمييز وجوه اهلي سواء ابني او زوجتي .. وعدنا الى البيت !!
وفي حلقة قادمة سوف نستانف الحديث ما بعد دخول البيت والحياة الاصعب التي عشناها
بعد الاسر والجحود غير المبرر الذي واجهناه نحن العائدين وما كنا نسمعه من
الناس واراءهم بالوضع المزري للعراق والفساد المستشري فيه انذاك !!
لقد اشتقت الان الى كوب شاي عراقي طيب ومعطر بالهيل فماذا تقولون ؟!!
اراكم في حلقة قادمة ان شاء الله
مع تقديري ومودتي
حربي موسى حسـين
Harbi Mousa Hussein
24-4-2013
-----------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة 13
عدنا الى البيت وتفحصت وجوه ابنائي جيدا وكنت اعلم باننا نحتاج الى وقت مناسب لنألف بعضنا لا سيما وان 15 سنة من الفراق غيرت ملامح وجوهنا جميعا ثم لم يعد لي حضورا قويا مثلما كان قبل الاسر فقد كبر الاولاد وكبرت البنات وانا ايضا
كبرت معهم .. ويحتاج التطبع الاجتماعي وتطبيع العلاقات مني جهدا جهيدا لاني شعرت وكاني خارج مع اهل الكهف واستيقظت في وقت كل شئ فيه غريب وحينما باشرت وظيفتي لم اصبر فيها بضعة ايام وقدمت استقالتي .. وقبل الاستقالة طلبت مواجة وزير الاعلام في حينه ، اظن اسمه حامد يوسف حمادي السامرائي ورويت له رحلتي الشاقة في الاسر وكان يصغي الي دونما المس فيه اية مشاعر لتهزه كلماتي وعذابي في شئ .. وسمعت عنه انه لم يبتسم في حياته قط لانه كان جلادا في منصب مدير الامن العام ... وبعد ان انتهيت من الكلام علق بكلام ساذج جعلني اأسف ان اصرف معه ذلك الوقت في المقابلة .. وقال هذه القصة تصلح ان تكون فلم ومعها قهقهة بليدة لا تنسجم وتراجيديا الاحداث المريرة بالاسر !!!! ، وقال لي انا صرفت لك اقصى صلاحيتي ثلاثة الاف دينار .. وهذا المبلغ اعطيته للتاكسي ( سيارة الاجرة ذهابا وايابا ) ولم يبق منه فلس واحد في جيبي مع العلم اني رفضت استلامه ولكن مديرة الحسابات اومات لي بضرورة الاستلام لئلا تفسر بانها اهانة مقصودة للوزير
و اقتنعت بذلك واستلمته مرغما
وجدت عائلتي الكبيرة في وضع ماساوي رغم ان زوجتي كانت معلمة وتتقاضى راتبها من التربية والتعليم بالاضافة الى راتبي حينما كنت بالاسر لكن الراتبين لا يقويان على تمشية شؤون العائلة لمدة اسبوعين مع الحصة التموينية من الدولة !! وكا نت العائلة تضطر الى بيع ممتلكاتهم من المصوغات الذهبية ومن محتويات المنزل واثاثه بالاضافة الى الاقتراض من المعارف والاصدقاء !!
لقد اهملونا ولم يرأف بنا احد مطلقا .. ولم يقدروا كبر سننا وامراضنا حيث وصلنا العراق ونحن باعياء تام لا نقدر ان نفعل شيئا ولا نستطيع العمل .. واي عمل !! .. ان ابيع السكائر في الشارع او اضع لي ( جمبر) لبيعها مع العلكة وعلب البببسي ...
فقررت العائلة ان تجبرني على بيع البيت الذي نسكن فيه ونرحل الى الاردن .. ولكن بهذه الفترة من المداولات والنقاش بمصيرنا ومستقبلنا .. جاءني هاتف من رئيس الاستخبارات العسكرية في الكاظمية بان ازوره في اليوم التالي للتعرف على احتياجاتي اولا قبل ان يقابلني السيد رئيس الجمهورية بعد ثلاثة ايام !!!!
وهنا تنفسنا الصعداء وكنا نامل بان يرسم لنا حياة كريمة بعد هذه المعاناة والحرمان !! ... ولا اكتمكم سرا باني اجبت على سؤال رئيس الاستخبارات في اليوم التالي باني لا احتاج شيئا ولابد ان يكون جوابي كذلك ولابد ان اتعفف ولكن لا ينبغي ان يفهم
منه اني فعلا لا احتاج الى العيش الطبيعي مع عائلتي بعد ان اصابني الشلل التام والعجز الصحي كما تعرضت عائلتي لخسارة كبيرة بفقداني من حياتهم لمدة 15 سنة ..
وعلى اية حال سوف اسرد لكم تفاصيل المقابلة مع الرئيس صدام حسين !!
ولئلا تبالغون في مخيلتكم كثيرا اقول لكم بل اذكرككم بالمثل العراقي الذي يقول :
تمخض الجبل فولد فارا ....... هههههههههههههههه
الان عندي كوب شاي مع قليل من الليمون افضل من الهيل ... ها اخوتي ها ... شتكولون ؟
المخلص حربي موسى حسين
26-4-2013
-------------------------------------------------------
الحلقة 14
السلام عليكم: سلام قولا من رب رحيم
اظنكم متلهفين لسماع ما حصل في المقابلة مع الرئيس !!!
لا اريدكم ان تحزنوا الان قبل ان تتعرفوا على نموذج اخر للاوفياء اصحاب القيم الحقيقية والمروءة والانسانية والتي تجسدت فعلا ورايتها في شخص الاستاذ الحبيب لطيف نصيف جاسم وزير العمل والشؤون الاجتماعية انذاك اذ قررت ان ازوره في ديوان الوزارة .. ورايته واقفا في باب المكتب ليستقبلني ويضمني الى صدره الحنون بكل حب وتقدير .. فجلست معه وشربنا الشاي وكاني مع اخي !! وتحدثت معه بسرد مفصل وتحسست فيه انه كان يعتصر الما لما تعرضت اليه .. وبعد ان اكملت حديثي معه استئأذنت بالخروج فقال انتظر قليلا لان السائق سوف يوصلك الى البيت ..
ولا ادري ماذا كان يدبر لي من حاجات اساسية للمطبخ الا بعد ان وصلت البيت فافرغ لي السائق ومرافق له كيس من الطحين وكيس عدس ودهن و...و... لا اذكرها جميعا ، الا انها بذلك الوقت كانت كبيرة جدا وثمينة جدا لا استطيع تدبيرها الى اسرتي براتبي الشهري !! ، واقسم بالله العظيم اني لم اطلب شيئا منه او المح له بحاجتي مطلقا فهو سيد العارفين بما يجري في البلاد وما يتعرض له الناس من معاناة !!
اسال الله العزيز ان يعينه على مصابه ويفرج عنه باسرع وقت وارجو لولدي الحبيب انمار ولعمه الطيب عامر راحة البال ولاسرته جميعها الصبروالصحة والتوفيق ...
دعوني انقلكم الان الى اجواء القصر الجمهوري ... حيث كان حضوري هناك في قاعة فيها ما يقارب الخمسين شخصا من النساء والرجال .. ليس فيهم اسيرٌ غيري .. وحضر الرئيس وجلس على كرسيه وامامه منظده عليها الملفات للحاضرين وخلفه المرافق عبد حمود .. كان يقلب الملفات ويهمش عليها التعليمات والاوامر دونما أن ينادي احدا من الحاضرين باسمه الا مرة واحدة فقط قال فيها :
من فيكم حربي موسى حسين ؟ فاجبته نعم سيدي انا هو المقصود .. فاثنى على وقال بارك الله فيك وحياك الله ... فشكرته على ذلك . وبعد الانتهاء من اخر ملف غادر القاعة .. وخرجنا جميعا من بعده ..
ناداني سكرتيره الشخصي باسمي وقال : تفضل استاذ حربي هذه هدية السيد الرئيس .. وكان ظرف لونه اسمر وكبير الحجم لم افتحه الا امام اسرتي لافرحهم بهذا التقدير والمكافاة الجميلة !!
ماذا تظنون بهذا الظرف ؟؟؟ ههههههههههههههههههههه
كان فيه ربع مليون دينار عراقي وكان هذا المبلغ يعادل 300 دولار ولا يكاد ان نعتاش علية اكثر من شهر واحد لان تعداد اسرتي ثلاثة بنات وولد واحد مع زوجته واثنان من اطفاله وزوجتي وانا !!!...
ومن هنا بدات بالانكسار والخيبة !! ومن هنا اشتد قلقي على مستقبل عائلتي لاسيما وان بناتي مازلن طالبات
و يحتجن الى مصرف لسنين طويلة.
انا كنت ادرك الظروف التي تحيط بالبلد والحصار الظالم عليه ولكني اطلعت على الحصار الداخلي المضاف الى الحصار الاميركي الظالم واعرف الاسراف والتبذير وحفلات الغجر الماجنة .. ولو كان لدى معظم هؤلاء المسؤلين احساس ووجدان لما تجاهلوا الاسرى الذين اعيدوا الى الوطن بوضع صحي مزري ونفوس وعقول متعبة ... ، كان ينبغي معالجتهم اولا
وادخالهم في مصحات ومنتجعات تساعدهم على استعادة التوازن النفسي والعقلي وصرف مكافات لهم تساعدهم على العيش الكريم .. ولكن للاسف الشديد كان لديهم تحامل وحقد علينا ساهم في اذكائه حسين كامل الذي كان يدعي بان الاسرى جميعا خونة يشتمون الرئيس !! وهو لا يفهم ان ذلك كان ضمن منهاج غسيل الدماغ وفي كل تعداد صباحي ومسائي يردده الاسرى ولا يعفى من ذلك كائن ما كان !!
وقد حدث ذلك في بداية الاسر معنا وبعد ذلك اظهرنا الرفض والتمرد فتم ابعادنا من هذه المعسكرات المفتوحة الى معسكرات مغلقة للرافضين هذه الاساليب والتصرفات المعادية لوطننا الحبيب.
ولكن سبحان الله .. من كان في نفسه استعداد للخيانه فلابد ان يخون وهكذا حسين كامل سرق اموال الدولة
ووثائقها ليتجه بها الى اسياده !!
اما الرئيس فاذكر ان واحدا من توجيهاته لنا ان نعض على براطمنا ونشد ارجلنا حينما نقاتل العدو لئلا نفر من المعارك كما كان يفعل اجدادنا .. ولكن للاسف لم يلتزم هو بما قاله لنا وفر من المعارك الى حفرة بائسة مخجلة ..حبا للحياة وكان عليه ان يحمل البندقية التي اعتاد على حملها بيد واحدة ويرمي بها في الاعراس والرقصات .. وما اجمل ان يستشهد في مواجة المحتل شانه شان كل المناضلين في هذه الدنيا !!!
استودعكم الله احبائي ولي معكم احاديث اخرى ذات صله بالاسر ان شاء الله
-
استودعكم الله احبائي ولي معكم احاديث اخرى ذات صله بالاسر ان شاء الله ما احلى تناول كوب شاي لدفء المعدة استعدادا لكتابة الحلقة القادمة
مع تقديري ومودتي
Harbi Mousa Hussein
---------------------------
عودة الى صفحة حربي موسى حسين
-------------------------------------------------------------------
خاص بموقع سنين الضياع
--------------------------------------------------------------------
لأرسال التعقيبات او الاخبار والذكريات
يرجى استعمال الاستمارة في صفحة تعقيبات الزوار
عودة الى الرئيسية
الحلقة : 11-15
والذي قرر ان يكتب لموقعنا ولاول مرة عن تجربته في الاسر للفترة من 1982 ولغاية عام 1996 ، اي ما يقارب 14سنة ...
كتب الينا الاخ حربي يقول :
هذه المذكرات ، اكتبها بمرارة ولاول مرة في حياتي لاني اخشى ان اموت ولا يعلم بها احد من ابناء وطني الحبيب ... ، لاسيما اني كبرت وتجاوزت السبعين سنة
وتقبلوا فائق الشكر على حرصكم واهتمامكم بقضية مهمة من تاريخ العراق
والعراقيين بانسانية وموضوعية
-----------------------------------------
من مذكرات الاخ حربي موسى حسـين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة - 11
هنا لابد من الاشارة الى ان معسكر اراك مخصوص- السجن الصحراوي
القاحل الكئيب .. ويكفي ان اصفه بهذا الوصف اني لم اعثر فيه على عصفور طائر
ابدا خلال سنوات الاسر العجاف !!!
قد تحول بفضل الغيارى من ابناء العراق الطيب بمختلف انتماءاتهم العرقية والسياسية وبتظافر جهودهم جميعا الى مؤسسة تعليمية وجامعية علمية في كل الميادين والحقول : الرياضة اللغات-الثقافة العامة المتنوعة-التاريخ- الادب والشعر- فنون الخط العربي بانواعه : كالرقعة اوالديواني والتعليق والنسخ والثلث ..
هنا اشير الى هؤلاء المعلمين والاساتذه الكرام دونما تغطية كاملة وشاملة لهم فان ذاكرتي
شاخت وهرمت لاني تجاوزت السبعين عاما فالمغفرة والعفو ممن فاتني اسمه فهو تاج
على راسي ومتفضل على بعفوه ودماثة خلق وعطائه ..
كما ذكرت سابقا من الاميين الذين تعلموا وبرزوا جدا هم شلغم من اهالي كربلاء
فانه تحول من امي لا يقرا ولا يكتب الى مثقف ومتعلم للغتين العربية والانكليزية والاسير علي حلبوص الدحام من الصويرة فكان متفوقا ايضا باللغتين العربية والانكليزية بعد ان كان اميا ..
من هؤلاء الوجهاء والمعلمين في مختلف العلوم والفنون اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : جبار ظاهر رجب السامرائي ( ابو غسان) وعبد الرحيم شريف (ابو عوف ) ونجم عبد الله الججاني من بغداد وعمار محمد سليم (ابو ياسر) وامين المختار ( ابو بشار) ومحمود كاظم ( ابو احمد) من بغداد وعلي عزيز العبيدي من المحمودية وزهير الشهد من بغداد وصبري زعيتر من المحمودية وعدنان عبود رشيد من الرمادي وجبار خلف النهار من الرمادي وصبري زيدان من المحمودية وحسن حسناوي من الحلة والاخ ابو احمد معلم من ابو الخصيب والخطاط
عبود مانع فزع (ابو نصير) وتركي شايع فزع الذي كان تلميذا رائعا بتعلم اللغات وكان شاعرا في الشعر الشعبي الجميل يضاف اليهم عدد كبير من الاخوة الين يحظون باحترام الاسرى كالاخ عطشان عبد الرضا من الشطرة وخليل الدبي من الرمادي وحاج خليل من الخالص وعبد السلام ابو احمد وسعدون علي مهدي وعبد الزهرة عناد من الشعلة وصائب شاكر العبيدي وماجد الحديثي ابو علاء من الحلة وحسن شراد برغوث ابو صبا وفيروز جبر و وعلي عزيز من الثورة وكذلك ارشدية المعسكر الافاضل ممن خدم الاسرى خدمة لا تقدر بثمن وهم الاخ مصطفى ابو زينب وكرخي العبيدي ورسول اموري .. وكذل الدكتور قاسم من حي العربي واخرين في مجال النشاط الرياضي عماد مطر ذياب ابو زمن ونجم عبد الله لفتة وعلي عبود وبستون محمد جعفر وعلي حسين جوي واخرين ايضا اذكر منهم عبد القادر ايوب احمد العاني وسعد عبد الجبار العبيدي ومعد محمد اباهيم العبيدي وحازم ناجي الصفار والشاعر عبد الرحيم من الناصرية والاخ عدنان عبد الحميد السوز من حي البنوك ببغداد .
والان استودعكم بيد الرحمن وعينه التي لا تنام .. فهو الحارس الامين لنا جميعا
دعوني اعمل لي استكان شاي كعادتي مع قطعة كيك ومكانكم
خالي والله يشهد على ما اقول
-
اخوكم حربي موسى حسين
Harbi Mousa Husain
-------------------------------------
السلام عليكم .. سلام قولا من رب رحيم
الحلقة 12
طالما ترددت في انجاز ما بدأته لاسباب ذاتية .. ولكن بفضل احبائي من ذوي الحكمة والبصيرة والعدل وعشاق الحقيقة اينما كانت تشجعت لايضاح ما شاهدته وعانيته بصورة موضوعية وحقيقية لانها تدخل ضمن االوثائق التاريخية ولا يهمني ابدا ما يترتب عليها من منغصات من اصحاب العقول الصغيرة والمتعصبين بجهالة الى هذا او ذاك ..
اولا وقبل الخوض في هذا الامر الشائك بذهني من ازدحام الاحداث .. دعوني اوضح لكم بشجاعة ودونما خجل ماذا كانت نتائج التعذيب والمعاناة على واقعي الصحي والعصبي والنفسي ...
اولا وباختصار شديد اصبت بمرض نفسي وعقلي لا يعرفه حتى اهلي واسرتي هو مرض :
اضطراب إجهاد ما بعد الصدمة واضطراب اكتئابي
Post-traumatic stress disorder and major depressive disorder
Medication: on sizeable doses of two anti depressive medications ( serzon 600mgs/ and prozac 40 mgs/d . and also Seroquel XR 200mg and Remeron RD 30 mg.
كما اني اصبت بامراض عديدة اخرى منها الاصابة بداء انتشار الاكياس المائية
Hydatid cysts
لم تستأصل هذه الاكياس بالرغم من عمليات جراحية ثلاث - في اوقات متفاوتة
اضافة الى مرض السكر وضعف البصر والجنس، وهشاشة العظام
Osteoporosis
كما اني فقدت اسناني جميعها بالاسر في وقت مبكر من حياتي ...
وعدت بامر من السلطات الايرانية بعد 15 عام من الاسر الى العراق- مع مائة اسير بمناسبة مرور ذكرى ولادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى اله وصحبه الاخيار المنتجبين !!!
استقبلنا الجانب العراقي في مكان بائس على الحدود وسيارات متعبة عتيقة الى
معسكر ابو غريب !! وفي مكان لا يصلح اسطبلا للحيوانات !!
وهنا تذكرت الاسيرة الاميركية التي هربت من المستشفى العراقي الى اهلها وذويها في
امريكا !! .. كيف كانت الحفاوة بها على مستوى الحكومة والشعب ؟؟!!!!
على اية حال نحن لا نشبه احدا في هذا الكون بجحودنا وتنكرنا لكل القيم التي نتغنى بها
كذبا ونفاقا ونحن لسنا اهلا لذلك !! .
طلبت ادارة المعسكر مني ان اعطيهم رقم هاتف منزلي ليحضر ابني الى المعسكر فيوقع
على استلامي واصطحابي الى البيت !!!!
وكان من سوء حظي ان تلفون المسكن كان عاطلا فاضطررت ان اطلب من آمر المعسكر الاتصال بالسيد وزير العمل والشؤون الاجتماعية الاستاذ الحبيب لطيف نصيف جاسم الدليمي حيث كنت سكرتيره حينما كان وزيرا لوزارة الثقافة والاعلام -وكان بيتي مجاورا لبيته في
حي التربية - والاصلاح الزراعي -والبنوك وذلك لاخبار اهلي بوصولي الى العراق من
الاسر !! ، وقام متفضلا بتقديم هذه الخدمة لي فحضروا لاستلامي !! وقد وجدت
صعوبة في تمييز وجوه اهلي سواء ابني او زوجتي .. وعدنا الى البيت !!
وفي حلقة قادمة سوف نستانف الحديث ما بعد دخول البيت والحياة الاصعب التي عشناها
بعد الاسر والجحود غير المبرر الذي واجهناه نحن العائدين وما كنا نسمعه من
الناس واراءهم بالوضع المزري للعراق والفساد المستشري فيه انذاك !!
لقد اشتقت الان الى كوب شاي عراقي طيب ومعطر بالهيل فماذا تقولون ؟!!
اراكم في حلقة قادمة ان شاء الله
مع تقديري ومودتي
حربي موسى حسـين
Harbi Mousa Hussein
24-4-2013
-----------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة 13
عدنا الى البيت وتفحصت وجوه ابنائي جيدا وكنت اعلم باننا نحتاج الى وقت مناسب لنألف بعضنا لا سيما وان 15 سنة من الفراق غيرت ملامح وجوهنا جميعا ثم لم يعد لي حضورا قويا مثلما كان قبل الاسر فقد كبر الاولاد وكبرت البنات وانا ايضا
كبرت معهم .. ويحتاج التطبع الاجتماعي وتطبيع العلاقات مني جهدا جهيدا لاني شعرت وكاني خارج مع اهل الكهف واستيقظت في وقت كل شئ فيه غريب وحينما باشرت وظيفتي لم اصبر فيها بضعة ايام وقدمت استقالتي .. وقبل الاستقالة طلبت مواجة وزير الاعلام في حينه ، اظن اسمه حامد يوسف حمادي السامرائي ورويت له رحلتي الشاقة في الاسر وكان يصغي الي دونما المس فيه اية مشاعر لتهزه كلماتي وعذابي في شئ .. وسمعت عنه انه لم يبتسم في حياته قط لانه كان جلادا في منصب مدير الامن العام ... وبعد ان انتهيت من الكلام علق بكلام ساذج جعلني اأسف ان اصرف معه ذلك الوقت في المقابلة .. وقال هذه القصة تصلح ان تكون فلم ومعها قهقهة بليدة لا تنسجم وتراجيديا الاحداث المريرة بالاسر !!!! ، وقال لي انا صرفت لك اقصى صلاحيتي ثلاثة الاف دينار .. وهذا المبلغ اعطيته للتاكسي ( سيارة الاجرة ذهابا وايابا ) ولم يبق منه فلس واحد في جيبي مع العلم اني رفضت استلامه ولكن مديرة الحسابات اومات لي بضرورة الاستلام لئلا تفسر بانها اهانة مقصودة للوزير
و اقتنعت بذلك واستلمته مرغما
وجدت عائلتي الكبيرة في وضع ماساوي رغم ان زوجتي كانت معلمة وتتقاضى راتبها من التربية والتعليم بالاضافة الى راتبي حينما كنت بالاسر لكن الراتبين لا يقويان على تمشية شؤون العائلة لمدة اسبوعين مع الحصة التموينية من الدولة !! وكا نت العائلة تضطر الى بيع ممتلكاتهم من المصوغات الذهبية ومن محتويات المنزل واثاثه بالاضافة الى الاقتراض من المعارف والاصدقاء !!
لقد اهملونا ولم يرأف بنا احد مطلقا .. ولم يقدروا كبر سننا وامراضنا حيث وصلنا العراق ونحن باعياء تام لا نقدر ان نفعل شيئا ولا نستطيع العمل .. واي عمل !! .. ان ابيع السكائر في الشارع او اضع لي ( جمبر) لبيعها مع العلكة وعلب البببسي ...
فقررت العائلة ان تجبرني على بيع البيت الذي نسكن فيه ونرحل الى الاردن .. ولكن بهذه الفترة من المداولات والنقاش بمصيرنا ومستقبلنا .. جاءني هاتف من رئيس الاستخبارات العسكرية في الكاظمية بان ازوره في اليوم التالي للتعرف على احتياجاتي اولا قبل ان يقابلني السيد رئيس الجمهورية بعد ثلاثة ايام !!!!
وهنا تنفسنا الصعداء وكنا نامل بان يرسم لنا حياة كريمة بعد هذه المعاناة والحرمان !! ... ولا اكتمكم سرا باني اجبت على سؤال رئيس الاستخبارات في اليوم التالي باني لا احتاج شيئا ولابد ان يكون جوابي كذلك ولابد ان اتعفف ولكن لا ينبغي ان يفهم
منه اني فعلا لا احتاج الى العيش الطبيعي مع عائلتي بعد ان اصابني الشلل التام والعجز الصحي كما تعرضت عائلتي لخسارة كبيرة بفقداني من حياتهم لمدة 15 سنة ..
وعلى اية حال سوف اسرد لكم تفاصيل المقابلة مع الرئيس صدام حسين !!
ولئلا تبالغون في مخيلتكم كثيرا اقول لكم بل اذكرككم بالمثل العراقي الذي يقول :
تمخض الجبل فولد فارا ....... هههههههههههههههه
الان عندي كوب شاي مع قليل من الليمون افضل من الهيل ... ها اخوتي ها ... شتكولون ؟
المخلص حربي موسى حسين
26-4-2013
-------------------------------------------------------
الحلقة 14
السلام عليكم: سلام قولا من رب رحيم
اظنكم متلهفين لسماع ما حصل في المقابلة مع الرئيس !!!
لا اريدكم ان تحزنوا الان قبل ان تتعرفوا على نموذج اخر للاوفياء اصحاب القيم الحقيقية والمروءة والانسانية والتي تجسدت فعلا ورايتها في شخص الاستاذ الحبيب لطيف نصيف جاسم وزير العمل والشؤون الاجتماعية انذاك اذ قررت ان ازوره في ديوان الوزارة .. ورايته واقفا في باب المكتب ليستقبلني ويضمني الى صدره الحنون بكل حب وتقدير .. فجلست معه وشربنا الشاي وكاني مع اخي !! وتحدثت معه بسرد مفصل وتحسست فيه انه كان يعتصر الما لما تعرضت اليه .. وبعد ان اكملت حديثي معه استئأذنت بالخروج فقال انتظر قليلا لان السائق سوف يوصلك الى البيت ..
ولا ادري ماذا كان يدبر لي من حاجات اساسية للمطبخ الا بعد ان وصلت البيت فافرغ لي السائق ومرافق له كيس من الطحين وكيس عدس ودهن و...و... لا اذكرها جميعا ، الا انها بذلك الوقت كانت كبيرة جدا وثمينة جدا لا استطيع تدبيرها الى اسرتي براتبي الشهري !! ، واقسم بالله العظيم اني لم اطلب شيئا منه او المح له بحاجتي مطلقا فهو سيد العارفين بما يجري في البلاد وما يتعرض له الناس من معاناة !!
اسال الله العزيز ان يعينه على مصابه ويفرج عنه باسرع وقت وارجو لولدي الحبيب انمار ولعمه الطيب عامر راحة البال ولاسرته جميعها الصبروالصحة والتوفيق ...
دعوني انقلكم الان الى اجواء القصر الجمهوري ... حيث كان حضوري هناك في قاعة فيها ما يقارب الخمسين شخصا من النساء والرجال .. ليس فيهم اسيرٌ غيري .. وحضر الرئيس وجلس على كرسيه وامامه منظده عليها الملفات للحاضرين وخلفه المرافق عبد حمود .. كان يقلب الملفات ويهمش عليها التعليمات والاوامر دونما أن ينادي احدا من الحاضرين باسمه الا مرة واحدة فقط قال فيها :
من فيكم حربي موسى حسين ؟ فاجبته نعم سيدي انا هو المقصود .. فاثنى على وقال بارك الله فيك وحياك الله ... فشكرته على ذلك . وبعد الانتهاء من اخر ملف غادر القاعة .. وخرجنا جميعا من بعده ..
ناداني سكرتيره الشخصي باسمي وقال : تفضل استاذ حربي هذه هدية السيد الرئيس .. وكان ظرف لونه اسمر وكبير الحجم لم افتحه الا امام اسرتي لافرحهم بهذا التقدير والمكافاة الجميلة !!
ماذا تظنون بهذا الظرف ؟؟؟ ههههههههههههههههههههه
كان فيه ربع مليون دينار عراقي وكان هذا المبلغ يعادل 300 دولار ولا يكاد ان نعتاش علية اكثر من شهر واحد لان تعداد اسرتي ثلاثة بنات وولد واحد مع زوجته واثنان من اطفاله وزوجتي وانا !!!...
ومن هنا بدات بالانكسار والخيبة !! ومن هنا اشتد قلقي على مستقبل عائلتي لاسيما وان بناتي مازلن طالبات
و يحتجن الى مصرف لسنين طويلة.
انا كنت ادرك الظروف التي تحيط بالبلد والحصار الظالم عليه ولكني اطلعت على الحصار الداخلي المضاف الى الحصار الاميركي الظالم واعرف الاسراف والتبذير وحفلات الغجر الماجنة .. ولو كان لدى معظم هؤلاء المسؤلين احساس ووجدان لما تجاهلوا الاسرى الذين اعيدوا الى الوطن بوضع صحي مزري ونفوس وعقول متعبة ... ، كان ينبغي معالجتهم اولا
وادخالهم في مصحات ومنتجعات تساعدهم على استعادة التوازن النفسي والعقلي وصرف مكافات لهم تساعدهم على العيش الكريم .. ولكن للاسف الشديد كان لديهم تحامل وحقد علينا ساهم في اذكائه حسين كامل الذي كان يدعي بان الاسرى جميعا خونة يشتمون الرئيس !! وهو لا يفهم ان ذلك كان ضمن منهاج غسيل الدماغ وفي كل تعداد صباحي ومسائي يردده الاسرى ولا يعفى من ذلك كائن ما كان !!
وقد حدث ذلك في بداية الاسر معنا وبعد ذلك اظهرنا الرفض والتمرد فتم ابعادنا من هذه المعسكرات المفتوحة الى معسكرات مغلقة للرافضين هذه الاساليب والتصرفات المعادية لوطننا الحبيب.
ولكن سبحان الله .. من كان في نفسه استعداد للخيانه فلابد ان يخون وهكذا حسين كامل سرق اموال الدولة
ووثائقها ليتجه بها الى اسياده !!
اما الرئيس فاذكر ان واحدا من توجيهاته لنا ان نعض على براطمنا ونشد ارجلنا حينما نقاتل العدو لئلا نفر من المعارك كما كان يفعل اجدادنا .. ولكن للاسف لم يلتزم هو بما قاله لنا وفر من المعارك الى حفرة بائسة مخجلة ..حبا للحياة وكان عليه ان يحمل البندقية التي اعتاد على حملها بيد واحدة ويرمي بها في الاعراس والرقصات .. وما اجمل ان يستشهد في مواجة المحتل شانه شان كل المناضلين في هذه الدنيا !!!
استودعكم الله احبائي ولي معكم احاديث اخرى ذات صله بالاسر ان شاء الله
-
استودعكم الله احبائي ولي معكم احاديث اخرى ذات صله بالاسر ان شاء الله ما احلى تناول كوب شاي لدفء المعدة استعدادا لكتابة الحلقة القادمة
مع تقديري ومودتي
Harbi Mousa Hussein
---------------------------
عودة الى صفحة حربي موسى حسين
-------------------------------------------------------------------
خاص بموقع سنين الضياع
--------------------------------------------------------------------
لأرسال التعقيبات او الاخبار والذكريات
يرجى استعمال الاستمارة في صفحة تعقيبات الزوار
عودة الى الرئيسية