مذكرات أسـرى حرب عراقي
مذكرات عمار أكرم مصطفى
قضى 13 سنة ، أسير حرب في ايران
2
وقوعي في الأســر
أبّان الحرب العراقية الإيرانية التي ذهب ضحاياها الكثير من شباب البلدين، فأنا احد الضحايا الذين دفعوا ثمن هذه الحرب الهوجاء . فقد وقعت في الأسر لدى الجانب الإيراني بتاريخ 11/2/1986 عصراً في منطقة الفاو التي تقع جنوب العراق ، وبين الفاو وإيران يمر شط العرب الذي تمتزج فيه مياه دجلة والفرات . وكنت من أواخر الجنود الذين وقعوا في الأسر بتلك المعركة وكان عدد الذين وقعوا في الأسر مايقارب السبعين أسيرا ، والعجيب انّ بعض الأسرى الذين وقعوا معي كان لديهم صور في جيوبهم للخميني . و كنت أنا في آخر الطابور لأنه كان لدي صديق من منطقة العمارة جريح ، وكنت أساعده على المشي لئلا يقوم الجانب الإيراني بقتله والحمد لله فقد نجا في حين قام الجيش الإيراني بقتل الجرحى بحجة عدم استطاعتهم نقلهم من الساحل العراقي – الفاو إلى الساحل الإيراني-
الاهوار. فمن كان لديه إصابة بطلقات نارية أو شظايا وله القدرة على السير فقد نجا من القتل، ومن كان لا يستطيع المشي فقط أطلق عليه الإيرانيون بما يسمونه طلقة الرحمة .
وعند الشاطئ قام الجيش الإيراني بتسليمنا إلى قوات بدر التي كانت بتلك الفترة تقاتل جنبا إلى جنب مع الجيش الإيراني ضد الجيش العراقي . فجاء احدهم وكان يدعى مهدي وهي اسماء مستعارة غير
حقيقية وهم من فيلق بدر فقال اجلسوا أرضا فجلسنا , ثم قام بسؤالنا واحداً تلوَ الآخر عن اسمه ومنطقة سكنه المدني فتفاجأتُ ان الأسرى الذين معي كانوا كلهم من المناطق التالية: كربلاء – النجف – الكاظمية – فاستغربت لهذا الأمر، إلى أن وصل دوري فسألني من أي منطقة أنت ؟ فأجبته أنا من الموصل ,فقال اخرج هنا أمام الأسرى فخرجت , ثم عاد علي بالسؤال أمام الأسرى من أين أنت ؟ فقلت من مدينة الموصل , ثم قال اعتقد انك الصادق الوحيد من بين هؤلاء الأسرى ثم سألني هل آذيناك فقلت لا. ولم أكن ادري ما الذي اخبأه الزمان لي. فقال أصدقوني القول كل وحد يخبرني عن منطقة سكنه فأجابوه مثل المرة الأولى بأنهم من كربلاء والنجف والكاظميةوعند منتصف الليل البارد من شهر شباط قاموا بنقلنا من الضفة العراقية إلى الضفة الإيرانية المقابلة
وللحديث بقية ... عمار أكرم
*************************
لأبداء آرائكم او التعقيب على الموضوع ، يرجى زيارة صفحة تعقيبات الزوار
عودة الى الصفحة الرئيسـية
مذكرات عمار أكرم مصطفى
قضى 13 سنة ، أسير حرب في ايران
2
وقوعي في الأســر
أبّان الحرب العراقية الإيرانية التي ذهب ضحاياها الكثير من شباب البلدين، فأنا احد الضحايا الذين دفعوا ثمن هذه الحرب الهوجاء . فقد وقعت في الأسر لدى الجانب الإيراني بتاريخ 11/2/1986 عصراً في منطقة الفاو التي تقع جنوب العراق ، وبين الفاو وإيران يمر شط العرب الذي تمتزج فيه مياه دجلة والفرات . وكنت من أواخر الجنود الذين وقعوا في الأسر بتلك المعركة وكان عدد الذين وقعوا في الأسر مايقارب السبعين أسيرا ، والعجيب انّ بعض الأسرى الذين وقعوا معي كان لديهم صور في جيوبهم للخميني . و كنت أنا في آخر الطابور لأنه كان لدي صديق من منطقة العمارة جريح ، وكنت أساعده على المشي لئلا يقوم الجانب الإيراني بقتله والحمد لله فقد نجا في حين قام الجيش الإيراني بقتل الجرحى بحجة عدم استطاعتهم نقلهم من الساحل العراقي – الفاو إلى الساحل الإيراني-
الاهوار. فمن كان لديه إصابة بطلقات نارية أو شظايا وله القدرة على السير فقد نجا من القتل، ومن كان لا يستطيع المشي فقط أطلق عليه الإيرانيون بما يسمونه طلقة الرحمة .
وعند الشاطئ قام الجيش الإيراني بتسليمنا إلى قوات بدر التي كانت بتلك الفترة تقاتل جنبا إلى جنب مع الجيش الإيراني ضد الجيش العراقي . فجاء احدهم وكان يدعى مهدي وهي اسماء مستعارة غير
حقيقية وهم من فيلق بدر فقال اجلسوا أرضا فجلسنا , ثم قام بسؤالنا واحداً تلوَ الآخر عن اسمه ومنطقة سكنه المدني فتفاجأتُ ان الأسرى الذين معي كانوا كلهم من المناطق التالية: كربلاء – النجف – الكاظمية – فاستغربت لهذا الأمر، إلى أن وصل دوري فسألني من أي منطقة أنت ؟ فأجبته أنا من الموصل ,فقال اخرج هنا أمام الأسرى فخرجت , ثم عاد علي بالسؤال أمام الأسرى من أين أنت ؟ فقلت من مدينة الموصل , ثم قال اعتقد انك الصادق الوحيد من بين هؤلاء الأسرى ثم سألني هل آذيناك فقلت لا. ولم أكن ادري ما الذي اخبأه الزمان لي. فقال أصدقوني القول كل وحد يخبرني عن منطقة سكنه فأجابوه مثل المرة الأولى بأنهم من كربلاء والنجف والكاظميةوعند منتصف الليل البارد من شهر شباط قاموا بنقلنا من الضفة العراقية إلى الضفة الإيرانية المقابلة
وللحديث بقية ... عمار أكرم
*************************
لأبداء آرائكم او التعقيب على الموضوع ، يرجى زيارة صفحة تعقيبات الزوار
عودة الى الصفحة الرئيسـية