محطات اخرى
وسام الحكيم
لم يكن النوم سهلا في مكان بارد بكل شئ , الاكثريه حشروا انفسهم على ارضية الملعب الخشبيه طلبا لبعض الدفء والمدرجات العليا اخليت للحراسات ,البعض القليل ونحن منهم كان لنا مدرجات كونكريتيه كثيرة كلها متماثلة البرودة والوحشه, فآثرت التمشي لاشعر بالدفء والتعب فيسهل النوم , فبدأت ومعي قاسم بالدوران على المدرجات علَّ دماغي ينشغل بخطواتي ,كنا صامتين فرغم كل ماحولنا لم نجد ما يستحق الكلام ولكننا نستطيع رؤية مجاميع قليله هنا وهناك يتحدثون ومع ازدياد الهدوء بسرعة اصبحت الاصوات واضحه ولها دوي في القاعة ,وعندما مررنا باحد الحراس تحدث بسهوله عن بعد مع الحرس القريب من الباب الذي كنا نتجه نحوه رغم ان المسافة كانت تزيد عن العشرين مترا, حين اقتربنا من الباب التي تنفرد بالاضاءة عليها والحرس المسلح استوقفنا حارسها باشارة من يده وكلمة ممنوء[ممنوع] , واضح ان مشينا لم يكن طبيعيا هنا وحاول الحرس الاعتذار بادب مشيرا الى ان الامر من صاحبه الذي مررنا به , ولم نرد بكلمة جلسنا حيث استوقفنا متلحفين بالبطانية السوداء ,الحارس يشعر بالملل ايضا فسألنا
سربازان؟ يعني جنود
بلي آغا
وبالانكليزي مرة اخرى :تحجون انكليزي
قاسم اجاب بالعربي وعينه نحوي مع ابتسامه خفيفه: شويه
ولم ينتظر الحرس وسال بتلكؤ من اي مدينه انتم؟
بغداد, بغداد
كليكما؟
نعم
تحبون الحرب؟
وهز قاسم راسه مبتسما وبالعربي لا اغا منو يحب الحرب؟
مستر صدام ومستر خميني
قالها مع ابتسامه ونظرته مركزة في وجهينا ..وكانت مفاجئه ان يدور الموضوع بهذه السرعه
فلم يجد رداً منا
هل انتم مسلمين؟
اي آغا
وهنا سأل بالفارسي :اهل تسنن يا اهل تشيع؟
قاسم رد باستغراب : ماكو فرق آغا ,إسلام ماكو فرق
والتفت الي ولم اجد جوابا وشعرت بانزعاج ليس من السؤال وحده الذي توجست منه بالذي سياتي
ولاحظ الحرس انه قطع خيوط المحادثه التي بدات للتو فسالنا سؤال اغرب من سابقيه
هل تودون العودة لبلدكم؟
اكيد ..نامل نهايه قريبه للحرب ....ونعود
فابتسم :هذه حرب بلا نهايه ,وانا اسألكما اذا سمحت لكما بالخروج من الباب فهل تهربان؟
فسالته مدهوشا: والحرس الخارجي ؟وهل هناك من سيساعدنا ؟
لايوجد حرس غيري.. واذا خرجتما من هنا فعليكم تدبر حالكم.. لن يحصل هذا الان لان البوابه لازالت تشهد حركه ,ستكون نوبتي القادمه الساعه الثالثه,اذا كانت الامور ماشيه ساشير لكما واذا اردتما سادعكما تخرجان ولن يفتقد احد غيابكما فلم يتم تعداد رسمي لكم..انا من مدينة [كنبد ]وان استطعتم الوصول هناك فساحاول مساعدتكم ...ـ
عرض غريب لم نلحق التفكيربه الا وجاء بديل لهذا الحرس ليتركنا في حيرتنا
اذا اجه بالثلاثه وفتح الباب نطلع, شكلها ماكو غيرها
وصلنا لهذه النتيجه التي طردت كل الافكار الاخرى ,لم نستمر بالنقاش فقط ذهبنا لزاويه تحلو فيها القرفصاء والالتحاف ببطانيه لاادري كم عمر استخدامها ومن تلحف بها قبلي. ـ
لاادري كيف نمت ,احسست فقط ان برودة القاعه توقظني ولامهرب وكان قاسم يتململ تحت البطانيه مغطيا راسه يتدفأ بانفاسه كما كان الجميع ولاحظت ان ارضية الملعب اصبحت نصف فارغه حيث تكور الجمع حول بعضهم واصبحوا بلا ملامح كانهم طحالب بحريه ترقد في قاع سحيق.. وهنا التفت الى الباب ورايت ان صاحبنا عاد للحراسه وكان بانتظارالتفاتي نحوه وفهمت من حركة وجهه الى الجانبين علامة النفي بمعنى لا واردت القيام للذهاب اليه لاستفهم الا انه اشار بيده ان ابق مكانك.. ـ
وليل كموج البحر ارخى سدوله علي بانواع الهمـــوم ليبتلي
الا ياايها الليل الطويل الاانجلي بصبح وما الاصباح منك بامثل
ليل العاشق هكذا يصفه امرؤ القيس ترى كيف له ان يصف ليلنا؟
كان لهذه الابيات وقع مختلف معي في الجبهه فهناك كنت اشكو طول الليل
فيالك من ليل طويل كأن نجومه بكل مغار الفتل شُدت بيذبل
صباحا انا بانتظار الشمس بعد ما دبت الحركه في القاعه وبدأ الحديث عن الفطور.ـ
اليوم بدا العريف متهيئاً بشكل كبير حيث امر الجميع بالنزول الى ارض الملعب ودخل القاعه عدد كبير من شرطة المرور فسرت ضحكه وسطنا مع تعليقات:ـ
مابقى عدهم جيش
حتى الشرطه دزوهم للجبهه
بس هذول يسيطرون على المرور...خبرة
المهم نجح نظام توزيع التمروالجبن وخبز الرقاق الرقيق جداً وبعدهم الشاي الخفيف وكذا كان الغداء. الحق اقول لم اكن اتصور ان الرز الابيض وفيه قليل من اللوز مع خبز الرقاق سيكون مطبوخا بهذا الشكل وبمذاق طيب.. ـ
بقينا كذلك ثلاث ليال ,عصر اليوم الرابع بعد شاي الغداء اوقفونا بطابور حول القاعة وكان يسيربسرعه نحوالباب الى باصات اقلتنا الى قطاربلا اشاعات هذه المرة الجنود اخبرونا ان وجهتنا مشهد...ـ
لم نر حشوداً في طريقنا الى المحطه ,كان الوقت غروباً فكانت الرحله سريعة واعتدنا نحن وهم على بعضنا فسارت الامور بشكل اسهل ولم نكد ندخل احد الغرف حتى وجدت طريقي الى الارض دافئه وبلا منافسه
ورحت في نوم عميق ماصحوت منه الا صباح اليوم الثاني ...ـ
جو مشمس ,اراض جرداء ممتده على مدى النظرتوقفها سلاسل جبليه محيطة بنا تبتعد وتقترب ,مررنا بقرى ومدن صغيرة اذكر منهما قرية خيام الصغيرة الفقيرة التي ينتسب لها عمر الخيام ثم مررنا بمدينه كبيرة تقع في حضن جبل يبعد عدة كيلومترات الملفت فيها ان الارض المحيطه بها خضراء وسط الارض القفر ويصعد اللون الاخضر على السفوح ,لا عجب ان الخيام ذكرها بتغني في اشعاره انها نيسابوراونيشابور وهي اكثر مايلفت النظر في رحلتنا التي دامت حوالي اليوم, وصلنا عصراً وتوقف القطار خارج مشهد وكانت الباصات تنتظرنا على ارض ترابيه خاليه وتمت العمليه بسرعه حيث تقف الباصات امام الابواب فتلتهم ماتدفعه اليها العربات .ـ
وبعد تحركنا بفترة بدانا نرى الشوارع الكبيرة بفروعها التي تشبهها ,مدينة واسعة بمبانٍ كثيرة تشبه طهران الا ان ارضها مستويه وابنيتها ليست شاهقة الارتفاع , نفس الاشجار والسواقي وطراز البناء وبينا نحن نتطلع الى مدينه طالما سمعنا اسمها ولم نر صورة لها ,وصلنا الى ساحة كبيره مزدحمة باناس كثر وسطها ضريح ذهبي ومنائر ذهبيه يختلف تصميمها عما عندنا في العراق ,كان الجالس امامي نائما فايقظه جليسه
مهدي اكعد اكعد شوف ضريح الامام الرضا سلام الله عليه
والتفت كل من في الباص متضرعا داعيا ومتوسلا
بجاهك وجاه جدك مولاي تطفى هاي النار ونرد لاهلنا
فتح عينه مهدي ودفع عن عينه شعره اللامع لكثرة الدهن فيه ونظر الى المرقد المقدس واستغربت للامبالاته
بعد عيني عينك سيدي ومولاي شجابك لهالديرة وشلون وصلت
ضحكنا من سؤاله فرد جاداً
اربعتيام بالقطار انكطع نيطنا يالله وصلنا, شلون يجون بذاك الوكت؟
عالاباعر غير
منيلهم بعارين بايران؟
جا ماشفتها جوله شكبرها؟ شلون يدبروها بلا بعران
بكى مهدي بحزن هادئ :ـ
هم نرجع ونشوف جهالنا ؟ اعذرني سيدي مانريد نموت يمك موتتنا نريدها يم اهلنا يم جدودك
وزاد بكاؤه بعدما شعرنا جميعنا كم هي بعيدة عودتنا..ـ
لاتبجي هنا, هسه ننزل نزور واشكيله
وتسائل السامعين :راح ينزلونه نزور؟
كانت القافله تدور ببطء حول المرقد المقدس وما ان انتهت الدورة حتى ابتعدت حافلاتنا
تره احنه اسارى ياجماعة شنو زيارة قابل سياحة ؟
ولم نبتعد كثيرا حتى وصلنا الى مدخل معسكر تتصدره لوحة:ـ
ـ [ مقر لشكر 77 مشهد]ـ
مقر الفرقه 77 وجماعتنا يضيفون لقب الذهبيه تعظيما كونها اكبر وحدة مدرعه شاركت في هجوم الشتاء الكبير في الخفاجيه بداية عام 81عندما حاولوا قطع القاطع الجنوبي وخسروا حينها قوة الدروع التي يمتلكونها وبقيت سمعة الفرقة هذه بتجميع حشود جديدة ودفعها الى هجوماتهم الكبيرة , وشاهدنا حين دخلنا البوابه معسكرا هائل المساحه وتنتشر فيه اعداد كبيرة من ابنية الجملون اشبه ماتكون صور المعسكرات الاميركيه في الافلام وكان عدد كبير من جنودهم يؤدون تمارين رياضية حاسري الرؤوس ويبدو انهم تحضروا لاستقبالنا باصوات هتافاتهم المدويه التي لم نفهم منها سوى استعراض المنتصر لقوته على عديمي الحيله... ـ
انا كنت اتطلع لعنبر النوم الذي سيدعونا فيه حيث ان مشهد ابرد من طهران وتحاذيها صحراء طوس المتجمده
وافكر كيف سنقضي ليلتنا هذه ولم يطل انتظاري فانزلونا قرب اقدم واوسخ جملون شكله يشبه السجن في فلم الفراشه لمن شاهده ,نزلنا فرادى وهذا مااصبح حالنا دائما واهد واهد يعني واحد واحد ...
دلفنا من باب صغير.. جزء من بوابة العنبرالكبيره الى قاعة مظلمه كبيرة ينيرها ضوء صغير معلق في الوسط ، مع نوافذ كلها مغطاة بطابوق مبني بشكل ردئ عدا نافذتين عاليتين صغيرتين على الجانبين, شكله قاووش سجن
وفي الوسط زنزانات صغيرة موصدة الابواب وفي نهاية القاعه مرافق تسمى صحيه ليست افضل حالا من بقية المبنى ..مباشرة بدأوا بتعدادنا واتضح انهم حشرو الف اسير في هذا المكان ..وعلى الفور تشكل طابوران احدهم على الباب الرئيسي لاستلام الاكل والاخر على باب المرافق ولضيق المكان لم يقف الجميع بالطابور واكتفينا بان يقول الواحد لمن قبله انا بعدك حتى وان لم تكن هناك حاجه :ـ
من يوصل السره اذا مامحتاج خلي غيرك يفوت... ـ
لانشكو هنا من البرد الذي خفته بل من صعوبة التنفس وحرارة المكان غير المريحه فنصحني قريبين بالذهاب الى الباب وطلب المشاركه بغسل الصحون بعد ان انتهينا من وجبه لااعرف كيف مرت ..ـ
وجدت ترحيبا بطلبي المساهمه بغسل الصحون , سبقني آخرين ولسعهم البرد ففضلو الزحمه والاختناق وكذا حصل معي بعدما شبعت هواء نقي بارد والصحون شكلها الاف لا تنتهي , الشمس قاربت ان تنهي يوم آخر لاقيمة له ..عدت لاندس في الحشد مرة اخرى وجدت قاسم مستوحشا لاشاركه الوحشه مع الالف التائهين..ـ
رغم ان وقت النوم لم يحن بعد الا اني قررت الاستسلام له :ـ
المابيه خيرالنوم اخْيَر له.ـ
صحوت ليلا لا ادري مالوقت وجدت نفسي اقسم طابور التواليت ,لا حل سوى ان اغمض عيني واتظاهر باني لست موجود, عندما نفتح اعيننا يحيط بنا كل شئ فنحس بصغر حجمنا وضعفنا وحالما نغمض نذهب حيث نشاء من زمان او مكان ونستطيع اذا شئنا ان نبتعد بفكرنا عن موطئ الالم...ـ
الصباح مر بهدوء ولكن المكان ثقيل ونحن نقابل الزنزانات وهي داخل السجن ,اي مختل له هذه السلطة ومن خلفه ليبدعوا بنزع روح الانسان بهذا الاسلوب المريض...ـ
لم نتوقع ان نغادر بهكذا سرعه, لابد ان يكون هناك شئ من الحظ حتى لمن هم بحالنا .. ـ
توجهت الباصات بنا خارج مدينة مشهد وحالة السكوت تخيم علينا ,احسسنا باسراع الحافلات وهي تاخذ طريقا خارجيا ولاحظت قطعة مكتوب عليها قوجان 90 كم , اعتقدت بانني ابتعدت حين عبرت الحدود ولكني الان احس باننا نقترب من ارض المغول وكان الزمن يعود بنا , مررنا بمزارع تفاح ومشمش وقرب المزارع مشاغل صغيرة لتصنيع المربيات ,المزارع مرتبة جدا والشجيرات مصفوفة بخطوط متوازية ,تكررت المزارع وهي الامر الوحيد الذي مررنا به في طريق كان شبه خال..ـ
وصلنا المدينه قوجان والجيم بثلاث نقط وهو اسم شبيه باسم منطقه في مدينة الحله العزيزة
فاجاني حجم المدينه الكبير وشوارعها الواسعة وابنيتها رغم كونها نائية وتقترب من حدود واحدة من الجمهوريات السوفيتيه انذاك ,لم نتوقف في المدينه وكنا نبحث عن معالم تدل على مكان سنحط فيه وبدا انه خارج المدينه بقليل ,واخيرا معسكر بجملونات قليلة كثير الاشجار واكثرها التفاح ,وبسرعه افرغت الحمولة وتسلمنا عسكر لايعرفون شئ اسمه جبهة او حرب الا من خلال الاعلام فكانوا وديين معنا منذ البدايه وتوجهنا الى قاعات بلا تحديد من احد ,امتلات القاعة الاولى فتوجهنا للثانية ولما كان الازدحام بلا اوامر قلت لقاسم نختصر الامر ونذهب للبنايه الخامسة الاخيرة وفكرقليل مثلنا ,كل البنايات متشابهه جملون بطابقين خمسة ابنية تقف متوازية بابها من الامام كلها تطل على الشارع القصير الذي يربطهن ,حين توجهنا من البناية الاولى الى الاخيرة واجهتنا شمس الغروب التي غطت حائط قاعتنا ودخلت من احد شبابيكها الذي اخترت مكاني تحته , القاعه امتلات بافرشة اسفنجية على الارض بمحاذاة الجدران وهذا ماافضله على القاعات الاُخَرالمزدحمة بالاسرّه بطابقين , نوع من الاستقراراخيرا بعد بدايه عاصفه دامت ايام اضعت حسابها ولاندري في اي يوم نحن وان كان ذلك اصبح عديم المعنى ..ـ
الجميع في مزاج جيد وزاده دخول العريف رجبي الذي اظهراخلاقا وعطفا منذاستلامه الجمع المتعب, دخل علينا طالبا مجموعة منا لجلب وجبتنا المتأخرة ووجدتها فرصة لاستطلاع المعسكر حين كنت ضمن المجموعة التي خرجت كوني من الحضيرة الاولى حيث قسمنا القاعة الى حضائربدءاً من قرب الباب ومع اتجاه عقرب الساعه, وقف رجبي خارج القاعة بانتظارنا ومع قرب الغروب خاطبنا وكانه دليل سياحي مشيرا الى جبل يغطي قمته الثلج وقال : شوروي يعني الاتحاد السوفيتي واضاف بانها تركمانستان وفهمنا مما قاله اننا لسنا بعيدين عن العاصمه عشق آباد ,المعلومات كانت مثل الهواء البارد ليس فيها مانرغب ولا تشكل هذه الاسماء معالم نعرفها او هدفا سياحيا ولكن الرجل احب مجاملتنا وهو لطف منه ولم يطل بل استعجلنا بعد تعدادنا ومشينا الى حيث انزلتنا الباصات لندور حول سياج الاسلاك الشائكة الوحيد الذي يفصلنا عن المطبخ الذي كان امام ابواب القاعات , دخلنا المطبخ بلا حراسة او اسلحة سوى الحراسات خارج الاسيجة البعيدة وانتبه نائب ضابط في المطبخ : هاي شنو آغا رجبي جايب جنودك؟
كما ترجمها لنا اسير معنا اصبح فيما بعد ترجمان المعسكر, ثم التفت الي نائب الضابط وسالني
بجه كجايي ؟ يعني انت ابن اي مدينه؟
بغداد..
خلق جيه؟ وهذه لم افهمها واراد المترحم التدخل فرده
ميفهمه , يعني يفهم
يأني كورد ترك ؟,يعني يستخدموها ولكن لايمكنهم لفظ حرف العين
لاآغا عربي..ـ
جهري شما عرب نيستي ,شما خوشكلي ,عرب سياهه
شكلك مو عربي انت حسن الخلقه ,العرب سود البشرة.. ويقصد لون بشرة العرب داكن واشار لبعضنا
وترجم لنا صاحبنا ,وتدخل الطيب رجبي وقال له انهم متعبين وتاخر الوقت ولايصح ان نكون خارج القاعات مع الظلام , هو يتحدث والترجمه الفوريه من الترجمان اعطتنا الاحساس باننا وفد او مجموعة سياح ...ـ
وبسرعه استلمنا القدور ووضعناها على عربات صغيرة ودفعناها الى القاعة وتسابق شابين من المهمات الخاصة على قيادة العربة , اراحت اعصاب الجميع و جعلت الموقف مسليا واثار التندر.. ـ
تم توزيع الاكل وتبرع مطر لان يكون ممثلا للقاعه وكان يهب لجواب رجبي كلما دخل القاعة واختار مطر بعض المساعدين من الشباب ممن معه في وحدات المهمات الخاصه حيث جلبوا لنا صحون وملاعق ثم بطانيات سوداء ولكل واحد بطانيتين ثم وزعوا علينا خاولي صغير اقل من قدم ..ـ
اخذت منشفتي الصغيرة وذهبت الى الحمامات القليلة الخالية الباردة جدا وفكرت باستحمام سريع الا ان برودة الماء كانت قاسية فاستخدمت فانيلتي الداخليه مع قليل من الماء ودعكت نفسي بسرعة وعدت لملابسي بسرعة اكبر وهرولت الى الفراش ووجدت الاخ مطر يخطب بالجمع:ـ
اخوان اني اخوكم مطرجماعتي يسموني ابو حالوب ,اني تقدمت امثلكم حتى لاتصير هوسه وياخذون الجماعه علينا مو خوش فكرة .. موبالله ؟,
بعد ان سمع تاييداً
آني مااريد افرض نفسي اذا تردون من عين باجر ابطل وتختاون اللي يعجبكم اذا واحد يريد يخدم شكو بيها كل احنه اخوان ,موبالله ؟ اي وماكو فرق...ـ
ومرت لحظة صمت قطعها احد ثلاثة من الجيش الشعبي قاطع الراشديه واضح انه اكبرنا سنا
ماقصرت اخونا ابو حالوب بارك الله بيك وتوكل بالله واحنه نعاونك انشالله..هذا رأيي اخوان اذا تسمحولي
وهبت كلمات التأييد
هذا هوه يامعود بالعكس انت اشخاش بجيسك
بالعكس والله اصلا انت دتتعب
بالعكس انت الله ايساعدك
وارتبك ابو حالوب :هسه ماافتهمت اخوان اشو كلها بالعكس يعني موافقين يو لا
وهنا لابد من مفكر مختلف لان المساله بحاجه الى تعقيد فسال احد المحللين ولو بطريقه وديه
العفو اخويه ما بيها شي بس انت منو اختارك؟
وجوابا على العاصفة التي احدثها هذا الدماغ سز كما وصفه جالس بحانبي .. رد
اخوان بس داسال هاي شبيكم؟ العفو اسحب كلامي
اي اسحبه ,فوك ما الرجال ديتعب ,وجماله شمحصل ..انت كاعد ومن يمك تعترض
اني مااعترضت...عمي يا حجايه ردي لمكانج ..اني غلطت
لااخوان مابيها شي يجوز الاخ عنده مرشح لو هوه يريد يصير ممثل عنا
جماعة ابو حالوب احتجو مباشرة : احنه منقبل ,مانريده يمثلنه
اللغط بالقاعه كله ضد هذا الاثول كما سماه قاسم خانقا ضحكته
هذا الغبي كما اتفق عليه سبب كدرا في وقت مشت فيه الامور لاول مرة بشكل مريح وتسبب بخدش تمتع ابو حالوب بالتاييد الذي اعتقده جماعيا ,فعاد اليه
اخويه اشو سكتت ماافتهمت انت عندك اعتراض ,ليش شايف مني شي؟
لاابو حالوب خليه شعليك بيه الكل موافقين وابوك الله يرحمه
كلنا متفقين ومنتهي الموضوع احنه منمشي بكيف واحد
ابو حالوب حاول استدرار تاييد اكثر
والله اخوان ماعندي مانع , بالعكس اي واحد مستعد هذاهوه
لايابه هسه هوه بس واحد
وتمتم المعترض بصوت خافت وهو متمدد بطريقه الى النوم
مو بس اني ,سوو انتخابات وشوفو
ابو حالوب ضمن الاجماع وتحول اليه بلهجة تهديد
ماسمعناك ,عندك اعتراض احجي لاتدردم ..ها ؟
لايابه ..خلص مو مشكله
اي دكول لروحك...يللا اخوان راح يصير وكت النوم مانريد تجينا حجايه وهذا العريف شكله خوش ادمي مانريد انخربه علينه ,
وفعلا دخل رجبي وشكله متعب : خابيدن.. بخاب
نوم..نام
وسام الحكيم
---------------------------
الرجوع الى الصفحة الرئيسة
لأضافة التعقيبات او لقراءتها، يرجى الضرب على كلمة
Comments
على يسار السطر التالي
وسام الحكيم